افضل لاعبي يورو 2008 أسفرت بطولة أوروبا 2008 لكرة القدم عن ولادة نجوم جديدة في سماء كرة القارة العجوز، أسماء مغمورة برزت خلال منافسات البطولة واستطاعت مقارعة الأسماء الكبيرة، وحافظ بعض اللاعبين المعروفين على بريقهم، لكن آخرين فشلوا في إثبات أنفسهم ليخيبوا ظن المتابعين والجمهور على حد سواء.
ويمكن القول أن الموسم الطويل الذي قضاه نجوم اللعبة أثر سلبا على عطائهم خلال هذا المحفل الأوروبي الضخم خاصة هؤلاء الذين نافسوا مع فرقهم في البطولات المحلية والقارية حتى آخر لحظة لينضموا إلى معسكرات منتخبات بلادهم مرهقين يعانون من آثار التعب والجهد الذي بذلوه طوال الموسم.
وشهدت البطولة الأوروبية حضورا لافتا لنجوم اللعبة المعروفين خاصة في المنتخبات التي وصلت أدوارا متقدمة، وربما يساعد تألقهم هذا في منافستهم بقوة على جائزة أفضل لاعب في العالم أواخر العام الحالي، دعونا نسلط الضوء على أبرز نجوم "يورو 2008".
مايكل بالاك (ألمانيا)
يحسب لقائد المنتخب الألماني مايكل بالاك أنه تمكن من التغلب على آثار الإرهاق الذي عانى منه مع انتهاء الموسم المنصرم، حيث نافس فريقه تشلسي على كأس الدوري الإنجليزي حتى الجولة الأخيرة ليحتل المركز الثاني، ووصل إلى نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية قبل أن يخسر أمام توتنهام، كما تلقى صدمة جديدة بعد خسارته نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجبح.
لكن بالاك لفت الأنظار بشدة خلال "يورو 2008"، ولعب دور القائد بإتقان مانحا الثقة لزملائه في الفريق، حركته دؤوبة في وسط الميدان وجهده وافر من خلال توزيع التمريرات والمشاركة في الهجمات إضافة إلى تنفيذ الركلات الحرة.
وسجل بالاك هدفا اعتبره البعض أجمل أهداف البطولة عندما سدد كرة صاروخية من ركلة حرة استقرت في المقص الأيسر للمرمى النمساوي خلال مباريات الدور الأول، ليحجز لألمانيا بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، وتمكن بالاك من تقديم عرض مميز أمام البرتغال وسجل هدفا برأسه كان حاسما في مشوار الفريق ليتأهل "المانشافت" إلى نصف نهائي البطولة ويتقابل مع تركيا، حيث تعرض بالاك لرقابة شديدة من التركي الجنسية البرازيلي الأصل أوريليو، لكن ذلك لم يمنع "القيصر الصغير" من المساهمة في تحقيق الفوز.
لوكاس بودولسكي (ألمانيا)
بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب شاب في مونديال 2006 وانتقاله إلى بايرن ميونيخ العريق، فشل لوكاس بودولسكي صاحب الجذور البولندية في تثبيت قدميه في الفريق البافاري ليقدم واحدا من أسوأ مواسمه، إلا أن المنتخب الألماني كان دائما طوق النجاء بالنسبة لـ"بولدي".
ووسط تكهنات بأن يجلس بودولسكي على مقاعد الاحتياط في التشكيلة الألمانية المشاركة في البطولة الأوروبية، فاجأ المدرب يواكيم لوف أنصار المنتخب الألماني بإشراكه لاعبه الشاب واء المهاجمين ليلعب دوار حاسما في مسيرة الفريق بالنهائيات مسجلا ثلاثة أهداف في الدور الأول، وتعملق بودولسكي خاصة أمام منتخب بولندا وسجل هدفين دون أن يحتفل احتراما لجذوره، كما ساهم في صناعة الأهداف لزملائه خاصة صديق عمره باستيان شفاينشتايغر.
باستيان شفاينشتايغر (ألمانيا)
لم يختلف حال شفاينشتايغر عن زميله بودولسكي قبل النهائيات الأوروبية، حيث عانى كثيرا من الجلوس على مقاعد البدلاء في بايرن ميونيخ بوجود الفرنسي فرانك ريبيري والتركي حميد ألتينتوب، لكنه قدم أداء نموذجيا في البطولة رغم عدم مشاركته أساسيا بمباريات الدور الأول، وتعرضه للطرد خلال المباراة التي خسرها الألمان أمام كرواتيا (1-2).
وفي الدور ربع النهائي أمام البرتغال أخذ "باستيان" بنصيحة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وابتعد عن العصبية والتصرفات الصبيانية ليسجل الهدف الأول ويصنع الثاني والثالث ويفوز الألمان (3-2).
وكان للمجهود الذي قدمه شفاينشتايغر في مباراة الدور نصف النهائي أمام تركيا أثر كبير في التأهل إلى المباراة النهائية، ليثبت ذو الشعر الأشقر الفاتح مرة أخرى أنه أهل بثقة الجمهور الألماني.
ايكر كاسياس (اسبانيا)
لم يظهر الحارس الاسباني المعروف ايكر كاسياس بمستواه المعهود في النمسا وسويسرا، ولعبت خطة اسبانيا المحكمة دورا كبيرا في حمايته من هجمات الخصوم، إلأ أن الحارس الفائز بجائزة أفضل حارس الليغا الاسبانية الموسم المنصرم أثبت أن مهاراته تتعدى تصديه لتسديدات المهاجمين.
شكلت البطولة الأوروبية اختبارا حقيقيا بالنسبة لحارس ريال مدريد، حيث تسلم شارة القائد خلال منافساتها رغم وجود مخضرمين آخرين مثل كارليس بويول وتشافي هرنانديز، وأجاد كاسياس دور القائد وزرع الثقة في نفوس زملائه الذين بلغوا النهائي الأوروبي للمرة الأولى منذ 42 عاما.
وسيتذكر كاسياس مباراة الدور ربع النهائي أمام إيطاليا عندما أنقذ مرماه من كرات خطيرة خاصة تلك الكرة الرأسية القوية للمهاجم دي ناتالي، ليقف كاسياس في مواجهة من العيار الثقيل أمام الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون في ركلات الترجيح، وتمكن كاسياس من إنقاذ ركلتي دي روسي ودي ناتالي ليتوج بطلا للمباراة.
ماركوس سينا (اسبانيا)
يمكن وصف البرازيلي الأصل ماركوس سينا بأنه الجندي المجهول في المنتخب الاسباني، حيث لعب دورا محوريا في منتصف الملعب وتمكن من فرض رقابة صارمة على مفاتيح اللعب في فرق الخصم إضافة إلى توزيع الكرات على زملائه انييستا وتشافي ودافيد سيلفا بمنتصف الملعب.
وساهم سينا لاعب فياريال في تأهل اسبانيا إلى نصف النهائي حيث قضى وحده على خطورة خط الوسط الإيطالي، وكاد أن يحسم اللقاء في وقته الأصلي عن طريق تسديدات بعيدة المدى ابتعدت عن المرمى قليلا.
ويعود الفضل إلى سينا في إلغاء خطورة الروسي أندري أرشافين وقطع عنه الماء والكهرباء بالدور نصف النهائي، واللافت أن مدرب المنتخب الاسباني لويس أراغونيس يمكنه القيام باستبدال جميع لاعبي خط الوسط في فريقه باستثناء سينا الذي يعتبره المدرب العجوز عماد خطته التكتيكية.
دافيد فيا (اسبانيا)
برهن مهاجم فالنسيا دافيد فيا على قدراته خلال البطولة الأوروبية مسجلا أربعة أهداف، ثلاثة منها في مباراة واحدة أمام روسيا بالدور الأول.
لكن أهم أهداف فيا الأربعة جاء في المباراة أمام السويد عندما زرع الكرة في مرمى الحارس ايساكسون في الزفير الأخير من عمر اللقاء ليعلن تأهل اسبانيا إلى ربع النهائي قبل أن يلعب مباراته الثالثة في المجموعة الرابعة أمام اليونان التي لم يشارك فيها فيا وبقية زملائه الأساسيين.
ورغم الخطورة الواضحة التي شكلها فيا على المرمى الإيطالي والتحركات المزعجة التي أرهقت مدافعي "الآزوري"، لم يتمكن المهاجم صاحب الرقم 7 من هز الشباك ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للاسبان.
وتعرض فيا لإصابة قبل نهاية الشوط الاول من مباراة اسبانيا بالدور نصف النهائي أمام روسيا ليخرج من الملعب ويدخل بدلا منه سيسك فابريغاس، وأعلن الإتحاد الاسباني في اليوم التالي تبخر حلم اللاعب الاسباني في خوض المباراة النهائية.
يــ تـبــع
السبت أغسطس 16, 2008 10:56 am
